المنارة للأعلام- حذاري من شيطنتهم ! -
فور أن طفت مشكلة “التبو” الليبيين والمنازعات التي جرت بينهم وبين بعض القبائل الليبية الأخرى في “الكفرة” ثم الآن في “سبها” وجدت أن“البعض” يتحدث عن “التبو” وكأنهم ليسوا ليبيين!.. وأخذ بعضهم يستدل بإحصاءات مزعومة تقول أن عدد التبو في ليبيا لا يتجاوز في الخمسينيات بضعة مئات العائلات!.. دون أم يقول لنا أصحاب هذه الإحصائيات المزعومة كم أصبح عددهم الآن!!؟؟…. فإتهام “التبو” بالجملة أنهم ليسوا ليبيين أو أنهم خونة ومرتزقة أمر خطير وقد يجرنا للفرز العرقي البغيض!… وأخشى أن تكون هناك “أيد خفية” تريد تأليب الليبيين العرب ضد “الليبيين التبو” لخلق فتنة داخلية وحرب عرقية في ليبيا !!!… ومن يدري فقد يكون وراء مثل هذه الفتن بقايا أزلام الطاغية المردوم من أجل معاقبة “التبو” الذين بدأوا تمردهم ضد الطاغية حتى قبل إندلاع ثورة 17 فبراير!…. لذا يجب الإسراع في إحتواء مثل هذه النزاعات وإحتواء إخواننا “التبو الليبيين” في أحضان الوحدة الوطنية الليبية!… وحذاري من اللعب على وتر الفرز العرقي والتخوين بالهوية!.
لابد من معالجة هذا الأمر بواقعية سياسية وبروح وطنية عالية وإستيعاب “التبو الليبيين” في مؤسسات الثورة والدولة وإشعارهم أنهم ليبيون …. فقد تعرضوا من الناحية الثقافية للتهميش من قبل نظام القذافي الديكتاتوري والحكم المركزي البغيض كحال إخواننا الأمازيغ فهل تعلمون أن الكثير من “التبو” الليبيين كحال الكثير من الأمازيغ يحملون إسمين إثنيين !!.. إسم عربي رسمي وآخر حقيقي “تباوي” في البيت والوسط الإجتماعي التباوي !!!.. لأن دولة القذافي كانت تحرّم وتجرّم غير الأسماء العربية في ليبيا!!… والشاهد هنا أنه لحل هذه النزاعات لابد من فهم أصل النزاع فالحكم على شئ هو فرع عن فهمه وتصوره!.. وما يجري من نزاعات دموية مع “التبو” هو نتيجة خلافات مجموعات مسلحة ذات طموحات سياسية ترتكز على حساسيات قبلية قديمة خصوصا ً بين “التبو الليبيين” وبعض القبائل الليبية العربية في “الكفرة” و”سبها” وبعض مناطق الجنوب الأخرى وسببها الحقيقي هو الرغبة في السيطرة على مراكز السلطة في بعض الواحات والبلدات!! .. فهذا هو أصل مثل هذه النزاعات وعلينا إعادة قراءة التاريخ وقراءة الواقع لمعرفة هذه الحقيقة!.
الحل الواقعي الحالي المطلوب؟
الحل الواقعي والعملي والسياسي خلال هذه المرحلة من التخلف الحضاري وضعف الدولة الليبية الراهن من وجهة نظري يقوم على أمرين :
(1) إستيعاب التبو الليبيين وقياداتهم وزعماتهم السياسية والإجتماعية والقبلية في الحياة الوطنية العامة وإشعارهم أنهم “ليبيون” وشركاء في الوطن والحذر كل الحذر من تخوينهم وإقصائهم على أساس الهوية العرقية و….. اللون !!!!…. مما ينتهي إلى “شيطنتهم”!!.. فالعنصرية ضد “السود” موجودة في ثقافتنا الشعبية للأسف الشديد ولازالت لفظة “عبيد” تجري على ألستنا مشحونة ً بقيم عنصرية جاهلية!! .
(2) الإصلاح الإجتماعي بين الطرفين عن طريق وجهاء القبائل والعقلاء من جميع الأطراف واللجوء للحلول التوفيقية التصالحية بين المتنازعين ولو عن طريق “المحاصصة القبلية” فيما يتعلق بالسلطات والإدارات المحلية من أجل تحقيق الوحدة الوطنية والسلم الإجتماعي وهذا وارد في عالم السياسة لأن السياسة تعني بإيجاد حلول واقعية عملية للمشاكل الفعلية بعيدا ً عن الطوباوية وعن الشعارات المثالية والحلول الخيالية غير القابلة للتطبيق العملي بسبب عدم توفر نجاحها في البيئة الإجتماعية وفي نفوس الناس الفعليين!!.. كما ذكرت في مقالتي (هل المحاصصة هي الحل!؟) وأقصد بالطبع “الحل المرحلي المؤقت” لا الحل المثالي المرغوب الذي نرجو تحقيقه في المستقبل مع التقدم الحضاري لمجتمعنا!.
عوامل عزلة التبو ؟
المشكلة الآخرى التي يجب الإنتباه إليها في مسألة “التبو” الليبيين هي أنهم بحكم معيشة أغلبهم كجماعة من الرُحل التي تجوب الصحراء منذ قرون وتسبح في بحر الرمال فهم من ناحية يعيشون في شبه عزلة عن الشمال الليبي حيث الحضور القوى للدولة وللإحساس الوطني ومن ناحية أخرى فإن صلاتهم الإجتماعية بأبناء عمومتهم من قبائل التبو غير الليبيين المتواجدة في تشاد والنيجر والسودان قوية فهم – وبعكس “الأمازيغ الليبيين” – يعيشون في شبه عزلة عن المجتمع الليبي الحضري الشمالي وكثير منهم يجهلون حتى العربية بلهجتها الليبية (اللهجة الليبية العامة) وقد لاحظت ذلك حتى من خلال إطلاعي على كتاب لرحالة مصري يدعى “احمد محمد حسنين” جاب الصحراء الليبية عام 1923 للتعرف على الصحراء الليبية أي حتى قبل قيام دولة ليبيا (*) حيث ذكر الرحالة أنه لاحظ أن “التبو” المرافقين له وبحكم جهلهم باللغة العربية كانوا يفضلون إعتزال بقية “القافلة” والتي كانت تضم أدلاء من قبيلة “الزوي” و”المجابرة” حتى في مأكلهم ومنامهم!!!… وقد يكون على “التبو الليبيين” من ناحيتهم السعي للتخلص من هذه “العقدة” التي لا شك أن لهم سهما ً في حدوثها وتطورها وإستمراريتها !.. أقصد عقدة العيش في شبه هزلة عن مجتمعهم الوطني الليبي!.
الحل المرحلي والحل المستقبلي؟
لابد للمثقفين والسياسيين الليبيين الراغبين في حل مثل هذه المشكلات الديموغرافية في ليبيا حلا ً سياسا ً أولا ً – كحل عاجل مرحلي قريب المدى – وحلا ً ثقافيا ً وحضاريا ً ووطنيا ً ثانيا ً – بعيد المدى – يتحقق عبر الأجيال – لابد لحل مسألة التبو – من مراعاة مثل هذه الحقائق التاريخية والواقعية .. والحذر كل الحذر من عملية الإقصاء أو التخوين على أساس الهوية العرقية أو القبلية أو إنكار ليبيتهم لمجرد جهلهم باللغة العربية (!!!) فمثل هذه التصرفات هي التي تشعر هؤلاء بالإهانة وتدمر لديهم أي شعور بالإنتماء الوطني وبالتالي تؤدي إلى “شيطنتهم” وإستعدادهم – وفي سبيل الثأر لكرامتهم – من التحالف حتى مع الشيطان!… والشياطين من حول ليبيا كثيرة وخطيرة !!.
على الليبيين التعود على حياة التنوع والتعددية؟
لقد حان الوقت أن نعترف بالتعددية الثقافية والتنوع العرقي كإعترافنا بالتعددية السياسية والتنوع الفكري وهذا يقتضي الإعتراف بأن الجماعة الوطنية الليبية (الأمة الليبية) وإن كان الطابع الغالب والعام فيها هو الإنتماء للعروبة إلا أنها تشمل في تركيبتها فسيفساء من العناصر والثقافات غير العربية وعلى رأسها الأمازيغية والتارقية الصحراوية والزنجية الإفريقية (التباوية)… هذه الثقافات والعناصر التي قد يكون تواجدها على هذه الأرض التي إتخذت إسم “ليبيا”(*) قد سبق قدوم العنصر العربي والثقافة العربية الإسلامية…. فحتى لو ثبت – على سبيل الجدل والإفتراض – أن بعض التبو الليبيين متورط في أعمال خيانية ضد الدولة الليبية فينبغي عدم تعميم ذلك على كل تبو ليبيا فالخونة والعملاء سواء للقذافي وأولاده أو حتى لجهات أجنبية قد يتواجدون في كل طائفة وكل منطقة وكل قبيلة .. وإلا فلن يكون هناك فرق بيننا وبين الطاغية المردوم الذي كان يستخدم أسلوب العقوبات الجماعية والتخوين على أساس الهوية!… فلا للعنصرية ولا للتخوين والإقصاء على أساس الهوية العرقية أو الهوية القبلية!… قال تعالى :
[ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوبا ً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ] …. صدق الله العظيم ……اللهم إني قد بلغت فاشهد!.
سليم الرقعي
(*) ليبيا هو إسم قديم كان يُطلق في الأزمنة الغابرة على شمال إفريقيا البيضاء – بإستثناء مصر الفرعونية – أحياه المستعمرون الطليان من بطون الكتب وأحضروه معهم بداية القرن الماضي لغرض إستعماري وهو توحيد مستعمرتهم الجديدة التي كانوا يحضرونها بخبث ودهاء لغزوها والإستحواذ عليها كشاطئ رابع لروما تحت إسم “ليبيا”!.. أي إقليم طرابلس وإقليم برقة وإقليم فزان!.. وقبل هذا لم يكن “الليبيون” يطلقون على أنفسهم هذه التسمية – أي الليبيين ! – بل كانت تسميتهم السائدة يومها هي الطرابلسيون والبرقاويون أو العرب والمسلمون أو العثمانيون !…. ولو نجح الإقتراح بتسمية “ليبيا” بالمملكة السنوسية ولم ينجح إنقلاب القذافي لكنا اليوم نحمل إسم “المواطنيين السنوسيين” و”الشعب السنوسي !!” كما هو حال إخواننا “السعوديين” والشعب “السعودي”!.. بينما الإسم الحقيقي للسعودية هو جزيرة العرب أو “عريبيا” كما في الأزمنة الغابرة!!.. فأسماء الأمم والبلدان قد تحدث وفق موافقات غريبة وحظوظ عجيبة كحال أسماء الأفراد بل قد تتأثر بالألقاب التي يطلقوها الآخرون علينا كما حصل مع “الأمازيغ” الذي ظلت تسمية “البربر” الرومانية ملتصقة بهم لعدة قرون حتى نجحوا خلال هذا العصر التخلص منها وإظهار إسمهم الحقيقي “الأمازيغ”!.
فور أن طفت مشكلة “التبو” الليبيين والمنازعات التي جرت بينهم وبين بعض القبائل الليبية الأخرى في “الكفرة” ثم الآن في “سبها” وجدت أن“البعض” يتحدث عن “التبو” وكأنهم ليسوا ليبيين!.. وأخذ بعضهم يستدل بإحصاءات مزعومة تقول أن عدد التبو في ليبيا لا يتجاوز في الخمسينيات بضعة مئات العائلات!.. دون أم يقول لنا أصحاب هذه الإحصائيات المزعومة كم أصبح عددهم الآن!!؟؟…. فإتهام “التبو” بالجملة أنهم ليسوا ليبيين أو أنهم خونة ومرتزقة أمر خطير وقد يجرنا للفرز العرقي البغيض!… وأخشى أن تكون هناك “أيد خفية” تريد تأليب الليبيين العرب ضد “الليبيين التبو” لخلق فتنة داخلية وحرب عرقية في ليبيا !!!… ومن يدري فقد يكون وراء مثل هذه الفتن بقايا أزلام الطاغية المردوم من أجل معاقبة “التبو” الذين بدأوا تمردهم ضد الطاغية حتى قبل إندلاع ثورة 17 فبراير!…. لذا يجب الإسراع في إحتواء مثل هذه النزاعات وإحتواء إخواننا “التبو الليبيين” في أحضان الوحدة الوطنية الليبية!… وحذاري من اللعب على وتر الفرز العرقي والتخوين بالهوية!.
لابد من معالجة هذا الأمر بواقعية سياسية وبروح وطنية عالية وإستيعاب “التبو الليبيين” في مؤسسات الثورة والدولة وإشعارهم أنهم ليبيون …. فقد تعرضوا من الناحية الثقافية للتهميش من قبل نظام القذافي الديكتاتوري والحكم المركزي البغيض كحال إخواننا الأمازيغ فهل تعلمون أن الكثير من “التبو” الليبيين كحال الكثير من الأمازيغ يحملون إسمين إثنيين !!.. إسم عربي رسمي وآخر حقيقي “تباوي” في البيت والوسط الإجتماعي التباوي !!!.. لأن دولة القذافي كانت تحرّم وتجرّم غير الأسماء العربية في ليبيا!!… والشاهد هنا أنه لحل هذه النزاعات لابد من فهم أصل النزاع فالحكم على شئ هو فرع عن فهمه وتصوره!.. وما يجري من نزاعات دموية مع “التبو” هو نتيجة خلافات مجموعات مسلحة ذات طموحات سياسية ترتكز على حساسيات قبلية قديمة خصوصا ً بين “التبو الليبيين” وبعض القبائل الليبية العربية في “الكفرة” و”سبها” وبعض مناطق الجنوب الأخرى وسببها الحقيقي هو الرغبة في السيطرة على مراكز السلطة في بعض الواحات والبلدات!! .. فهذا هو أصل مثل هذه النزاعات وعلينا إعادة قراءة التاريخ وقراءة الواقع لمعرفة هذه الحقيقة!.
الحل الواقعي الحالي المطلوب؟
الحل الواقعي والعملي والسياسي خلال هذه المرحلة من التخلف الحضاري وضعف الدولة الليبية الراهن من وجهة نظري يقوم على أمرين :
(1) إستيعاب التبو الليبيين وقياداتهم وزعماتهم السياسية والإجتماعية والقبلية في الحياة الوطنية العامة وإشعارهم أنهم “ليبيون” وشركاء في الوطن والحذر كل الحذر من تخوينهم وإقصائهم على أساس الهوية العرقية و….. اللون !!!!…. مما ينتهي إلى “شيطنتهم”!!.. فالعنصرية ضد “السود” موجودة في ثقافتنا الشعبية للأسف الشديد ولازالت لفظة “عبيد” تجري على ألستنا مشحونة ً بقيم عنصرية جاهلية!! .
(2) الإصلاح الإجتماعي بين الطرفين عن طريق وجهاء القبائل والعقلاء من جميع الأطراف واللجوء للحلول التوفيقية التصالحية بين المتنازعين ولو عن طريق “المحاصصة القبلية” فيما يتعلق بالسلطات والإدارات المحلية من أجل تحقيق الوحدة الوطنية والسلم الإجتماعي وهذا وارد في عالم السياسة لأن السياسة تعني بإيجاد حلول واقعية عملية للمشاكل الفعلية بعيدا ً عن الطوباوية وعن الشعارات المثالية والحلول الخيالية غير القابلة للتطبيق العملي بسبب عدم توفر نجاحها في البيئة الإجتماعية وفي نفوس الناس الفعليين!!.. كما ذكرت في مقالتي (هل المحاصصة هي الحل!؟) وأقصد بالطبع “الحل المرحلي المؤقت” لا الحل المثالي المرغوب الذي نرجو تحقيقه في المستقبل مع التقدم الحضاري لمجتمعنا!.
عوامل عزلة التبو ؟
المشكلة الآخرى التي يجب الإنتباه إليها في مسألة “التبو” الليبيين هي أنهم بحكم معيشة أغلبهم كجماعة من الرُحل التي تجوب الصحراء منذ قرون وتسبح في بحر الرمال فهم من ناحية يعيشون في شبه عزلة عن الشمال الليبي حيث الحضور القوى للدولة وللإحساس الوطني ومن ناحية أخرى فإن صلاتهم الإجتماعية بأبناء عمومتهم من قبائل التبو غير الليبيين المتواجدة في تشاد والنيجر والسودان قوية فهم – وبعكس “الأمازيغ الليبيين” – يعيشون في شبه عزلة عن المجتمع الليبي الحضري الشمالي وكثير منهم يجهلون حتى العربية بلهجتها الليبية (اللهجة الليبية العامة) وقد لاحظت ذلك حتى من خلال إطلاعي على كتاب لرحالة مصري يدعى “احمد محمد حسنين” جاب الصحراء الليبية عام 1923 للتعرف على الصحراء الليبية أي حتى قبل قيام دولة ليبيا (*) حيث ذكر الرحالة أنه لاحظ أن “التبو” المرافقين له وبحكم جهلهم باللغة العربية كانوا يفضلون إعتزال بقية “القافلة” والتي كانت تضم أدلاء من قبيلة “الزوي” و”المجابرة” حتى في مأكلهم ومنامهم!!!… وقد يكون على “التبو الليبيين” من ناحيتهم السعي للتخلص من هذه “العقدة” التي لا شك أن لهم سهما ً في حدوثها وتطورها وإستمراريتها !.. أقصد عقدة العيش في شبه هزلة عن مجتمعهم الوطني الليبي!.
الحل المرحلي والحل المستقبلي؟
لابد للمثقفين والسياسيين الليبيين الراغبين في حل مثل هذه المشكلات الديموغرافية في ليبيا حلا ً سياسا ً أولا ً – كحل عاجل مرحلي قريب المدى – وحلا ً ثقافيا ً وحضاريا ً ووطنيا ً ثانيا ً – بعيد المدى – يتحقق عبر الأجيال – لابد لحل مسألة التبو – من مراعاة مثل هذه الحقائق التاريخية والواقعية .. والحذر كل الحذر من عملية الإقصاء أو التخوين على أساس الهوية العرقية أو القبلية أو إنكار ليبيتهم لمجرد جهلهم باللغة العربية (!!!) فمثل هذه التصرفات هي التي تشعر هؤلاء بالإهانة وتدمر لديهم أي شعور بالإنتماء الوطني وبالتالي تؤدي إلى “شيطنتهم” وإستعدادهم – وفي سبيل الثأر لكرامتهم – من التحالف حتى مع الشيطان!… والشياطين من حول ليبيا كثيرة وخطيرة !!.
على الليبيين التعود على حياة التنوع والتعددية؟
لقد حان الوقت أن نعترف بالتعددية الثقافية والتنوع العرقي كإعترافنا بالتعددية السياسية والتنوع الفكري وهذا يقتضي الإعتراف بأن الجماعة الوطنية الليبية (الأمة الليبية) وإن كان الطابع الغالب والعام فيها هو الإنتماء للعروبة إلا أنها تشمل في تركيبتها فسيفساء من العناصر والثقافات غير العربية وعلى رأسها الأمازيغية والتارقية الصحراوية والزنجية الإفريقية (التباوية)… هذه الثقافات والعناصر التي قد يكون تواجدها على هذه الأرض التي إتخذت إسم “ليبيا”(*) قد سبق قدوم العنصر العربي والثقافة العربية الإسلامية…. فحتى لو ثبت – على سبيل الجدل والإفتراض – أن بعض التبو الليبيين متورط في أعمال خيانية ضد الدولة الليبية فينبغي عدم تعميم ذلك على كل تبو ليبيا فالخونة والعملاء سواء للقذافي وأولاده أو حتى لجهات أجنبية قد يتواجدون في كل طائفة وكل منطقة وكل قبيلة .. وإلا فلن يكون هناك فرق بيننا وبين الطاغية المردوم الذي كان يستخدم أسلوب العقوبات الجماعية والتخوين على أساس الهوية!… فلا للعنصرية ولا للتخوين والإقصاء على أساس الهوية العرقية أو الهوية القبلية!… قال تعالى :
[ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوبا ً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ] …. صدق الله العظيم ……اللهم إني قد بلغت فاشهد!.
سليم الرقعي
(*) ليبيا هو إسم قديم كان يُطلق في الأزمنة الغابرة على شمال إفريقيا البيضاء – بإستثناء مصر الفرعونية – أحياه المستعمرون الطليان من بطون الكتب وأحضروه معهم بداية القرن الماضي لغرض إستعماري وهو توحيد مستعمرتهم الجديدة التي كانوا يحضرونها بخبث ودهاء لغزوها والإستحواذ عليها كشاطئ رابع لروما تحت إسم “ليبيا”!.. أي إقليم طرابلس وإقليم برقة وإقليم فزان!.. وقبل هذا لم يكن “الليبيون” يطلقون على أنفسهم هذه التسمية – أي الليبيين ! – بل كانت تسميتهم السائدة يومها هي الطرابلسيون والبرقاويون أو العرب والمسلمون أو العثمانيون !…. ولو نجح الإقتراح بتسمية “ليبيا” بالمملكة السنوسية ولم ينجح إنقلاب القذافي لكنا اليوم نحمل إسم “المواطنيين السنوسيين” و”الشعب السنوسي !!” كما هو حال إخواننا “السعوديين” والشعب “السعودي”!.. بينما الإسم الحقيقي للسعودية هو جزيرة العرب أو “عريبيا” كما في الأزمنة الغابرة!!.. فأسماء الأمم والبلدان قد تحدث وفق موافقات غريبة وحظوظ عجيبة كحال أسماء الأفراد بل قد تتأثر بالألقاب التي يطلقوها الآخرون علينا كما حصل مع “الأمازيغ” الذي ظلت تسمية “البربر” الرومانية ملتصقة بهم لعدة قرون حتى نجحوا خلال هذا العصر التخلص منها وإظهار إسمهم الحقيقي “الأمازيغ”!.
التبو او التيدا أمازيغ .
ما يسمى تازر عربوه و سموه الكفرة
اسماء تجمعاتهم : تازر - كالو -أوكلة و تهجرهي .
يا أمازيغ ليبيا ساخدوا اخوانكم و لا تتركوا بنو هلال يدبحونهم .