Ad

ancient
 
الاثنين، 3 يناير 2011

عبدالحميد كشك يتحدث عن فتح مصر ومصريون يعترفون باستعرابهم






تعقيب أزرو: في الحقيقة لا منطق ولا عقل في تحديد الأنسان لهويته، فكل يعرف نفسه كما يشاء، تراهم مرة يتحدثون أن أجدادهم في قريش، ومرة أخرى كيف بنى أجدادهم الأهرامات، وكيف أثرت مصر في كل العالم ولم يؤثر فيها أي عالم. هي ركن العروبة وأم الدنيا وسيدة الحضارات... لما لا ولهم أسطول من الأبواق الأعلامية... لكن الواقع واقع والحق حق. وكل ما عداه ليس سوى دعاية رجعية. ليست مصر أم الدنيا ولا سيدة الحضارات ولا ركنا للعروبة ولا يمكن لها أن تكون اثنان مختلفان في وقت واحد. ان سألوا أن لهم تاريخا عظيما قلنا نعم، وإن سألوا هل أثروا في العالم دون أن يتأثروا به قلنا ترهات وأضغاث أحلام، وإن سألوا إن كانوا مصريين أو عرب قلنا أغلبهم مصريون معربون وآخرون ممن حكمهم أو عاش على أرضهم، مع تحياتنا واحترامنا لكل مصري يحترم العالم والمنطق.



أنا قبطي مسلم يا نيافة الأنبا بيشوي
عمرو حسن -- نقلا عن موقع بص وطل

السلام عليكم جميعاً أيها المصريون، سواء كنتم مسلمين أو أقباطا.. السلام عليكم آل سيدنا محمد، والسلام عليكم آل السيد المسيح.. السلام عليكم يا قوم القرآن، والسلام نفسه عليكم يا قوم الإنجيل بعهديه القديم والجديد، السلام كلمة الإسلام، السلام رغبة المسيح.

وكي نضع الأمور في إطارها الصحيح، ونحدّد المسألة التي نتناولها تماماً كما يحدِّد اللون الأسود اللوحة ويوضّحها، يجب أن تعلموا أنني لن أتناول بحديثي هنا قضية الوحدة الوطنية، وعنصري الأمة (في مقولة أخرى قطبي الأمة)، والنسيج الواحد، والهلال مع الصليب، فهذا أمر مفروغ منه بشهادة من أشرف الخلق سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- عندما قال في حق أهل مصر: "فإنهم في رباط إلى يوم القيامة"، فضلاً عن أن من لعبوا على ذاك الوتر، وعزفوا على لحن الوحدة الوطنية كثيرون، ومنهم من لا يمكنني المزايدة عليه بكلمات أخرى.
هذه السطور القادمة إنما هي دفاع عن مصريتي التي سُرقت مني في لحظات، بل وسُرقت من كل مسلمي مصر، أنا هنا كي أدافع عن هويّتي التي يُصرّ البعض على تجريدي منها، مستكثرين عليّ أن أجمع صفة دينية جليلة (الإسلام)، ووطن عظيم (مصر)، أنا هنا كي أشكو لكم ولمصر، كيف يمكن لإنسان أن يحرم أمة كاملة من هويتها.. عفوا يا نيافة الأنبا بيشوي.. كلامك لم ولن يكون مقبولاً، وأعتقد أنه لن يُنسى أيضاً.
نعم عن الأنبا بيشوي أتحدث.. عن سكرتير المجمع المقدس وأسقف دمياط وكفر الشيخ والبرابري، والمشرف على كنائس المحلة ودشنا.. عن رجل الكنيسة الثاني بعد البابا.. وثاني أكبر منصب ديني في مصر أتحدّث، وإليكم ما كان..
في حوار لنيافته مع جريدة المصري اليوم في عددها الصادر يوم الأربعاء بتاريخ 15 سبتمبر، وذلك على خلفية الأحداث شبه الطائفية التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية، وتحديداً فيما يتعلق بقضية كاميليا شحاتة، وادّعاء البعض اعتناقها الإسلام، واحتجاز الكنيسة لها قسراً، جاء حديث الأنبا متوازناً إلى أبعد الحدود، إلى أن سألت المحررة سؤالا استفزّه بشدة، فخرج منه ما أثار ضده فيما بعد موجة من الغضب العارم، وإليكم ذلك الجزء المثير للجدل من الحوار..
-بعد تكرار الاحتجاجات القبطية، خاصة بعد أزمة الزواج الثاني، طالب البعض برفع يد البابا، والأساقفة عن الكنيسة، ووضع الأديرة تحت رقابة الدولة.. كيف ترى هذه الدعوة؟

- ماذا يعني رفع يد البابا والأساقفة عن الكنيسة؟ ألا يكفي أن الجزية فُرضت علينا وقت الفتح العربي، تريدون الآن أن تُصلّوا لنا، وتقولوا "أبانا الذي" و"لنشكر صانع الخيرات"، وتقيموا الصلوات والقدّاسات؟
- المقصود أن تمارس الكنيسة واجباتها الدينية فقط، وليس أي شيء آخر؟

- هذا شيء عجيب، ومن يطالبون بذلك نسوا أن الأقباط أصل البلد، نحن نتعامل بمحبة مع ضيوف حلّوا علينا، ونزلوا فى بلدنا، واعتبرناهم إخواننا.. كمان عايزين يحكموا كنائسنا، أنا لا أرضى بأي شيء يسيء للمسلمين، ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمسّ رسالتنا المسيحية، وإذا قالوا لي إن المسلمين سيرعون شعبي بالكنيسة، فسأقول: "اقتلوني أو ضعوني في السجن حتى تصلوا لهذا الهدف".
شعرت بالصدمة بعد قراءة هذه الكلمات، وأكثر ما صدمني فيها هو اعتبار المسلمين غير مصريين، بل مجرد مجموعة وافدين على مصر من شبه الجزيرة العربية، جاءوا مع الفتح الإسلامي العربي فحسب، كلام غريب وعجيب وبعيد كل البعد عن المنطق والعقل، ولنحاول أن نسأل بعض الأسئلة التي ستوضح إجاباتها زيف هذه العبارات..
هل عندما قرّر سيدنا عمرو بن العاص -رضي الله عنه وأرضاه- فتح مصر بمباركة من الخليفة وقتها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هل اصطحب معه بخلاف المقاتلين والدعاة ومحفظي القرآن والسنة النبوية شعباً آخر يكون "شعب ديليفري خالص مخلص من الجزيرة العربية"؟!، بحيث كوّن النواة الأولى للشعب المسلم في مصر، وليس شعبا مصريا عاش إلى جوار الأقباط؟؟!!
إذا كان هناك من لديه إجابة منطقية عن هذا السؤال فليردّ، لماذا يبدو الأمر وكأننا استوردنا الشعب المسلم من الجزيرة العربية، وحكم هو أقباط مصر واضطهدهم وفرض عليهم الجزية، وحافظ على سلالته العربية بعيدة عن سلالة الأقباط المصرية.. هل يُعقل ذلك؟ هل هو صحيح تاريخياً؟ بالطبع الإجابة "لا" كبيرة وBOLD كمان.
إن القوات الفاتحة لمصر ودعاة الإسلام وحملة القرآن والسنة النبوية لم يكونوا أكثر من مجرّد وسيلة لنشر الإسلام بين الأقباط في مصر، ولم تكن مهمتهم بالمرة تكوين مجتمع إسلامي "استيراد" من الجزيرة العربية، ولو كان الأمر كذلك فما كان الهدف من وراء الفتح إذن؟! فالفتح كان الهدف منه نشر الديانة وليس احتلال الأرض، وبناء على هذه النظرية التي لا يقبل التاريخ أو المنطق خلافها، فإن الأغلبية العظمى من أقباط مصر (أصحاب الأرض) اعتنقوا الدين الإسلامي، وتحوّل أقباط مصر (أصحاب الأرض) لمسلمي مصر (أصحاب الأرض أيضاً)، وتبقّى البعض على ديانتهم الأولى، وبقوا أيضاً جزءا من نسيج الوطن.

النقطة الثانية التي أودّ أن أثيرها، وفيها يجب علينا أن نحاول تنشيط مخيّلتنا، ونتخيل معاً الموقف التالي.. نحن الآن في مصر في القرن الأول من الزمان في عهد الحاكم الروماني نيرون، ووصل القديس مارمرقس إلى مصر؛ من أجل التبشير بالديانة المسيحية ضد الديانة الوثنية التي كانت منتشرة آنذاك، وقد كان، وانتشرت المسيحية.. هل يمكنني أنا وقتها -على افتراض والعياذ بالله أنني روماني وثني- أن أقول إن المسيحيين حلّوا علينا نحن أهل البلد، وعاملوننا كضيوف رغم أننا أصحاب الأرض؟؟؟
ويجب عليّ هنا أن أذكر معلومة مهمة، أعرف أن أغلبكم على علم بها، ولكن وجب التذكير بأن كلمة "قبطي" لا تعني "مسيحي" بل تعني "مصري"، وبالتالي فأهل مصر هم كلهم أقباط، وبالتالي فأنا مسلم قبطي، وهذا مسيحي قبطي؛ لأن حصر إطلاق هذا الاسم على المسيحيين فقط يُعطي إحساسا كما لو أن المسيحيين هم فقط المصريون.
كيف يمكن لأي إنسان بعد كل ما سبق أن يسلب هكذا وبكل بساطة هوية شعب بأكمله في حوار صحفي عابر؟؟ كيف يمكن الاستئثار بالهوية لمجرد تغيير الديانة؟؟ أعتقد أن الأنبا سوف يراجع نفسه فيما قال، وسيتراجع عنه قريباً جداً جداً؛ لأن ما قاله يختلف مع سماحة السيد المسيح نفسه، ومع تسامح المسيحية، وادّعاء غير مقبول بأننا مجموعة من بقايا القبائل العربية التي أتت ضمن القوات الفاتحة.. لقد أتى الإسلام بدين ولم يأتِ بشعب، ونحن -شعب مصر كلنا- كنا مسيحيين، وتحوّل أغلبنا لمسلمين، ولكننا بقينا مصريين.. رضي من رضي، وأبى من أبى.
فبسلام محمد وتسامح المسيح وعلَم مصر.. أقيم من التواصل والمحبة والمواطنة ألف جسر وجسر
0 التعليقات

Leave a Reply

yrdy
 
Amazighpress © 2011 SpicyTricks & ThemePacific.