Ad

ancient
 
السبت، 23 يونيو 2012

الأمازيغية ومغالطات النقاش اللغوي الراهن

رشيد الحاحي | هسبرس |

في سياق النقاش اللغوي الذي يعرفه المغرب مند عدة شهور ازدادت مؤخرا حدة الأصوات والآراء التي حاولت أن تشكك في علمية وجدوى مشروع تنميط ومعيرة اللغة الأمازيغية انطلاقا من المعطى العلمي والاجتماعي الذي يؤكد وحدة الفروع اللسنية الأمازيغية وإمكانيات تهيئة لغة معيارية موحدة تجمع تنويعاتها وغناها المعجمي واللسني. بل إن من هذه الآراء من ذهب حد التشكيك في نوايا أصحاب هذا الخيار اللغوي والمعياري بدعوى أنه يقوم على منطلقات وأسس واهية، ويعتبر أن الاختلاف بين الفروع الأمازيغية من تريفيت وتشلحيت وتمزيغت هي اختلافات جوهرية في أساسها وتمظهرها التواصلي، وأن اللغة التي شرع في تداولها على المستوى المعياري هي لغة مخبرية واستعمالها سيكون على حساب الفروع المتداولة في الأوساط الأمازيغية، وعلى حساب التواصل ومشروع النهوض بالأمازيغية كما يتصوره أصحاب هذا الرأي.

وقد احتدم هذا النقاش مؤخرا على خلفية تدخل نائبة برلمانية في جلسة الأسئلة الشفوية بالأمازيغية بالشكل الذي فسح المجال لصراع الآراء والمواقف، مما يمكن اعتباره "بالون اختبار" أظهر البعد الجديد للرهان الإيديولوجي وللنقاش اللغوي حول الأمازيغية في المغرب.

وبما أن هذا النقاش والآراء المصاحبة له والتي تدعو بشكل أو بآخر إلى الاستمرار في "لهجنة الأمازيغية" تقوم على مجموعة من المغالطات، نود الإدلاء ببعض التوضيحات لعلها تفيد في التقدم في هذا النقاش بدل إعادة توظيفه في مصوغات جديدة للتحايل على الطابع الرسمي للأمازيغية ولاستمرار الهيمنة اللغوية والثقافية في المغرب.

بعد اعتماد الدستور المعدل وتنصيصه على الوضعية الرسمية للغة الأمازيغية رغم ما اكتنفه من تحايل "إنشائي" ونقاش، وما يمثله ذلك من صدمة بالنسبة للعديد من التيارات السياسية والثقافية التي لا تتصور كيف ستصير الأمازيغية الدونية والمهمشة لغة دولة، بدأ نقاش جديد حول معيرة اللغة يحاول أصحابه تدارك ما يمكن تداركه بتحريف مشروع تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية عبر الدعوة إلى الاستمرار في لهجنتها من أجل تقليص وظائفها ومجال تنافسيتها اللغوية في المغرب.

ينطلق جل أصحاب هذا الرأي وللأسف منهم من يحمل لقب لغوي أو أكاديمي أو دكتور في تناول موضوع اللغة الأمازيغية ومشروع تأهيلها وتهيئتها من أن "اللهجات الأمازيغية" بتعبيرهم هي ألسن جهوية متباينة وجب التعاطي معها كما هي وتوظيفها دون عمل معياري وتنميطي موحد، أي دون تأهيل علمي وتواصلي جامع على منوال تجارب ومشاريع التنميط والمعيرة التي عرفتها العديد من اللغات في مسار تهيئتها السياسية واللسنية في العالم.

المغالطة التي يحاول أن يوهمنا بها هذا الرأي هي أنه يعتبر اللغة معطى جاهزا وخاما، وأن شكل التداول والرصيد اللسني الذي يحدد قيمتها وحضورها في فضاءات التداول الاجتماعي بوظائفها التحتية والهامشية المحلية الحالية هو كاف ولا داعي لتهيئة اللغة انطلاقا من جدعها وأصلها المشترك وتفرعاتها الجزئية التي لا تشكل سوى غناء معجميا لها. وكأن اللغة العربية والفرنسية مثلا لم تكنا في مرحلة ما قبل عصر التدوين والتهيئة مجرد لهجات وفروع محدودة التداول والغلاف اللسني والوظائف، وأنه بفضل المعيرة والتهيئة السياسية واللسنية تمكنت هذه اللغات من التطور لتصير لغات تعليم وإبداع وعلم ومعرفة وقانون وتواصل...ولغات رسمية فعلية في مختلف مجالات الحياة العامة، بل ولغات هيمنة إيديولوجية واقتصادية على الشعوب الأخرى.

فهذا الرأي الذي يحاول اختزال الأمازيغية في تعابيرها الجهوية التي هي نتاج الشروط السياسية والاجتماعية المتحكمة في الدينامية الاجتماعية التقليدية في عدة جهات وعلى امتداد عدة قرون، لا يعدو نتيجة للتوجس من الشروط الجديدة التي يمكن أن تتيحها المعيرة واللغة الموحدة للأمازيغية، وما يمكن أن يترتب عن ذلك من تقاسم أو بالأحرى تنافس في الوظائف اللغوية مع العربية والفرنسية على المدى القريب والمتوسط. وهو تضايق من امكانية تحولها إلى لغة تعليم ومعرفة وتواصل والاستعمال الوظيفي داخل مجالات الحياة العامة، نتيجة خلخلة لثابت إيديولوجي لدى عدة تيارات سياسية وثقافية تعتبر اللغة العربية هي اللغة الوحيدة المؤهلة لتكون لغة التوحيد والتواصل والإنتاج، أي اللغة القومية والمحدد الهوياتي للمجتمع والسياسة اللغوية والثقافية، والباقية يجب أن تظل مجرد ألسن جهوية محدودة الوظائف و"الوزن اللغوي" في المغرب.

أما القول بأن اللغة المعيارية ستحدث قطيعة تواصلية مع المواطنين الناطقين بالأمازيغية ولغتهم المحلية أو الفروع الجهوية فيقوم على مغالطة أخرى وهي أن وظائف الأمازيغية ستبقى هي نفسها كما كانت في الماضي، ويتناسى أصحاب هذا التقدير أن ترسيم اللغة وتبويئها أدوارا جديدة بما في ذلك استعمالها لغة إعلام وإنتاج ثقافي ومعرفي وتواصل إداري...يقتضي تهيئة اللغة من جهة، وتعليمها من جهة أخرى، حيث أن عملية التداول والمأسسة وسن القوانين والتشريعات وتفعيل الطابع الرسمي وما سيصاحب ذلك من عمليات المعيرة والتعليم والتواصل هي الكفيلة بتطوير معرفة الناس بها وتوظيفهم لها في العديد من مجالات حياتهم العامة وفق وظائفها الجديدة.

أما الجانب المتعلق بكيفية تدبير مشروع المعيرة والتهيئة اللغوية في علاقة بحظوظ مختلف الفروع اللسنية والباحثين المنتمين إلى مجالاتها الجهوية، والذي هو موضوع نقاش بين اللسانيين الأمازيغ ومكونات الحركة الأمازيغية ذاتها، فهو قابل للنقاش والتطوير والاستفادة من أخطاء البداية، دون أن ننسى أن عملية التطور والدينامية الداخلية للغة بتفرعاتها الجهوية لا يمكن أن تحسم باختيارات أو بقرارات وتمثيليات إدارية ومناصب مالية، بل الجزء الهام من هذا المسار الذي بدأ بالتنميط والتوحيد التدريجي سيبقى مفتوحا على ممكنات الأجرأة والتداول الذي يصنع حياة اللغة، حيث سيكون للدينامية والوظيفية الاجتماعية دورهما الحاسم في المستقبل.

أما المغالطة الأخيرة التي ينطلق منها المدافعين عن خيار "اللهجنة" ولو بمبررات ومصوغات جديدة تحت دريعة العلمية أو العلموية فهي اعتبار تهيئة اللغة موضوعا يهم فقط المواطنين الناطقين بإحدى فروع اللغة الأمازيغية، ويجب أن لا "تؤسطر" الوحدة اللغوية حتى لا تكون على حساب الرصيد المعجمي والإطار الوظيفي المحدود للألسن الجهوية. والجواب عن هذا النقد يمكن اختصاره في التذكير بأنه المطلوب اليوم هو تفعيل رسمية اللغة الأمازيغية على امتداد التراب الوطني وفي مختلف مجالات الحياة العامة بدأ بالتعليم والإعلام والإدارات العمومية... فإذا تحقق مشروع التهيئة وتفعيل رسمية اللغة كما هو مطلوب سيجد المواطنون المغاربة، ليس فقط القاطنين أو ذوي الأصول من الريف وسوس والأطلس المتوسط كما يذكر أصحاب رأي "استمرار اللهجنة"، بل حتى الناطقين بالعربية أو الدارجة المغربية، سيجدون أنفسهم في المستقبل يتواصلون دون عوائق لسنية باللغة الأمازيغية كما يتواصلون بالعربية والفرنسية، حيث ستصير اللغة الأمازيغية بوظائفها الجديدة لغة تواصل وإنتاج معرفي وتقاضي وتواصل في الفضاء العام...ونتمنى أن لا يكون هذا هو مبعث التوجس المتضخم الذي يبدو واضحا في بعض التوجهات والآراء التي لا تخفى خلفياتها ورهاناتها السياسية والإيديولوجية الجديدة في تناول موضوع تهيئة ومعيرة الأمازيغية بعد أن صارت لغة رسمية للمغرب.
Read more...
0 التعليقات
الجمعة، 22 يونيو 2012

ترجمة

ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة ترجمة
Read more...
0 التعليقات
الأربعاء، 4 أبريل 2012

الثقــافة الحسانية


Read more...
0 التعليقات

وزير الدفاع ينحاز بشكل واضح مع طرف ضد طرف وذلك معاقبةً لثوار زوارة


وزير الدفاع ينحاز بشكل واضح مع طرف ضد طرف وذلك معاقبةً لثوار زوارة الذين سبق وأن منعوا إحدى ميليشيات الزنتان التي حاولت احتلال منفذ رأس اجدير.
الوزير الميليشياوي يقول لجرحى رقدالين بأن ما يقومون به هو تضحيات من أجل الوطن
Read more...
0 التعليقات
الاثنين، 2 أبريل 2012

هسبرس تنشر السب بطريقة بهلوانية

وقد يكون الجنرال نفسه منحدرا من أصول قرشية، أو تغلبية أو كليبية (نسبة إلى كليب بن ربيعة بن وائل).
 
هذا ما نشره المدعو "أحمد حموش" في مقال نشرته هسبريس بعنوان "الجنرال عصيد"، وهو يبدو قد تأثر بمقال لأحمد عصيد انتقد فيه "أصحاب العروبة العسكرية". وهذا "أحمد حموش" يزعم أن عصيد قد ينتمي لأصول كليبية ..زعما.. نسبة كليب بن ربيعة بن وائل، وكأن النسب للإسم الشخصي أمر رائج. وكم تمنى الكاتب القليل الأدب لو أن هنا أسما أكثر وقاحة لينسب الناشط والمثقف الأمازيغي إليها.
Read more...
0 التعليقات
الأحد، 1 أبريل 2012

أشرطة محرفة للتهجم على المناضل الأمازيغي فتحي نخليفة

ظهور فيديوهات متعددة مرة واحدة لتشويه الناشط الأمازيغي الليبي على اليوتوب تبث مقتطفا قديما نوعا ما صور في وقت التضامن مع مدينة تاورغا الطارقية بعدما أخرجتهم كتائب مصراتة من مدنهم وتم تشريدهم، أما الأشرطة الجديدة فتزعم أن فتحي نخليفة يحرض التبو على الانفصال، وهو استثمار واضح للاوضاع الحالية في سبها بين اولاد سليمان والتبو، ووصفته عناوين أخرى بعميل فرنسا متناسية رفع "الأحرار" لراية فرنسا إبان حرب التحرير. وقد نقله موقع فاس بريس وزادت عليه عميل صغير، ربما نكاية بنشاطه الأمازيغي، بالرغم من أن الشريط واضح في خطابه الموجه للطوارق المعروفين بإموهاق والتماشق وهم أمازيغ، بخلاف التبو الذي يشترك معهم في التاريخ والجغرافيا دون اللغة والأصول. والله أعم، نموذج من الأشرطة:



شاهد شريط الفيديو حيث يصرخ أحد الثوار في وجه أحد الأسرى المعتقلين في ما يبدو أو يشبه داخل قفص الحيوانات، قائلا: "الله أكبر الله أكبر.. "كل العلم يا تورغي يا كلب":


Read more...
1 التعليقات
yrdy
 
Amazighpress © 2011 SpicyTricks & ThemePacific.